هل أغتيل الدكتور دوني جورج على خلفية ملف ال

Nina

New member
هل أغتيل الدكتور دوني جورج على خلفية ملف الأرشيف اليهودي؟

دكتور عماد علو
emadallow@yahoo.com
البصرة - 03-03-2012

بداية القصة :

القصة بدأت عندما قامت قوات كوماندوس أمريكية في العام 1991 بإنزال في موقع تل اللحم في محافظة ذي قار هو أقرب مكان للسيطرة على طريقين للخط السريع طريق (البصرة - الناصرية) في الجنوب وجنوبي شرقي العراق، وقامت هذه القوة التي يعتقد أنه كان بصحبتهم متخصصين بالآثار بالحفر والتنقيب السريع في الموقع وعثروا على كميات من الآثار يصعب معرفة عددها فأخذوها معهم ودمروا جزءاً كبيراً من المتبقي، ولم يكشف لحد الآن عن دوافع وأسباب هذه العملية ونوعية اللقى الأثرية التي تم سرقتها.

وبتاريخ 10/04/2002 أي قبل عام كامل من الغزو الأمريكي للعراق وصلت لعالم الآثار العراقي ومدير البحوث في المتحف العراقي في بغداد الدكتور دوني جورج، معلومات مؤكدة من بريطانيا تفيد بأن مجموعة من المتخصصين بالآثار في جامعة كامبردج يضعون خطة للإستيلاء على آثار عراقية معينة عندما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بغزوها المتوقع للعراق، وكان هذا الأمر يتفق مع معلومات سابقة لدى الجهات الأمنية العراقية على خلفية مطالبات غربية مرتبطة بالحركة الصهيونية بالحصول على الأرشيف اليهودي العراقي الذي يحتوي على قرابة 03 آلاف وثيقة و1700 تحفة نادرة توثق للعهود التي سبي خلالها اليهود الى العراق وهما السبي البابلي الأول والسبي البابلي الثاني، إضافة الى آثار يهود العراق آنذاك والى مدد أبعد من العهد البابلي مع أقدم نسخة لـ'التلمود' عرفها العالم، وأقدم نسخة لـ'التوراة' ومخطوطات، الأمر الذي دفع الجهات الحكومية العراقية للتحفظ عليها في مبنى المخابرات العراقية، في حين جرى التحفظ على لقى آثاريه ثمينة أخرى في مبنى البنك المركزي العراقي.

عملية سرقة المتحف العراقي :

وبعد يوم من احتلال بغداد وبالذات في يوم 10/04/2003 قامت مجموعة من 400 شخص مسلحين بمختلف أنواع الأسلحة، وتحت أنظار وحماية دبابة أمريكية كانت تبعد 70 متراً عن مدخل المتحف، باقتحام المتحف العراقي من ثلاثة أماكن مستهدفة مخازن التحف الآثارية التي تحوي آثاراً وتحف معينة بالإضافة الى سرقة السجلات والوثائق الخاصة بالآثار السومرية والبابلية التي كانت موجودة في المتحف العراقي، وبحسب محاضرة ألقاها الدكتور دوني جورج في المتحف الوطني بدمشق 2006، ذكر فيها ان التحقيقات التي أجراها وزملاؤه المختصين بعلم الآثار في 13/04/2003 أي بعد يومين من السرقة أثبتت ان السرقة كانت عملية منظمة وليست عشوائية أو نتيجة أعمال شغب وأن من قام بها مافيا كبيرة وأن هناك تحضير وترتيب مسبق خصوصاً ان هناك قطع أثرية عديدة وصلت بعد أقل من أسبوعين من السرقة الى أمريكا وأوروبا وهي فترة قياسية تدل على ان من قام بذلك مافيا منظمة وكبيرة جداً مضيفاً أن اللصوص فتحوا خزانة كان فيها مجاميع من الأختام لكنهم اختاروا منها 09 قطع فقط وهي الأغلى فاستنتجنا ان هناك تحضير وترتيب مسبق للسرقة، وفي هذا السياق يؤكد عالم الآثار العراقي رائد عبد الرضى: (أن أعمال النهب دامت يومين (الخميس والجمعة في العاشر والحادي عشر من نيسان) وبالإضافة الى (الحواسم) كان هناك لصوص محترفون وخبراء وقد رأيت بعضهم يعتني بالتحف بمهارة المحترفين خوفاً من أن تصاب بعطب ما حيث وضعوها في صناديق مجهزة أحضروها معهم وأوصلوها الى سيارات النقل المتوقفة خارج المتحف والتي كانت بانتظارهم).

سرقة الأرشيف اليهودي وكنز نمرود :

في ذات الوقت قامت القوات الأمريكية المحتلة التي احتلت مبنى المخابرات العراقية في الحارثية بالإستيلاء على الأرشيف اليهودي العراقي الذي كان موجوداً في المبنى بإشراف ممثل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الدكتور إسماعيل حجارة وهو أمريكي الجنسية أرسل من أميركا للإشراف على نقل الأرشيف اليهودي خِلسة الى نيويورك (أنظر أسامة ناصر النقشبندي : إستهداف المخطوطات في العراق خلال الحرب 1991 ? 2003 مجلة "تراثيات"، تصدر عن مركز تحقيق التراث في دار الكتب و الوثائق القوميّة - القاهرة).

ثم قامت القوات الأميركية المحتلة وبدلالة أحد المتعاونين معها بالتوجه الى موقع تخزين كنز نمرود الخرافي، في أحد أقبية البنك المركزي العراقي والإستيلاء على650 قطعة ذهبية أثرية مختلفة الأحجام لا تقدر بثمن، تظهر نمط الترف الذي كان موجوداً في مملكة نمرود، وقامت القوات الأميركية بعرض هذه النفائس الأثرية أمام الجمهور في المتحف العراقي أواخر عام 2003 بحضور الحاكم المدني بول بريمر الذي اعتبر الأمر فتحاً أميركيا كبيراً، قبل أن تبدأ موجودات الكنز الذهبي بالتناقص شيئاً فشيئاً حتى اختفت تماماً في ظل أجواء الرعب والفوضى التي سادت العراق إبان سنوات العنف الدامية.

ثم توجه فريق أمريكي من المتخصصين بالآثار السومرية والآشورية بالتوجه الى الموقع الذي اكتشف فيه كنز نمرود عام 1992 وتحت حراسة مدرعات أمريكية، وقامت بعمليات بحث وتنقيب جديدة، ثم قام فريق التنقيب نفسه بإجراء مسح معمق وتتبع نهر الفرات باحثاً عن أمور لم يكشف النقاب عن أهدافها ومبتغاها، وما يثير الإستغراب تجاهل الإعلام لحادث ظهور واختفاء كنز نمرود ومرور وسائل الإعلام مرور الكرام على حادث بهذا الحجم في الخطورة والأهمية وسط تعتيم مشدد يمنع تسريب ولو معلومة صغيرة عن مصير كنز نمرود الأسطوري.

نهاية الدكتور دوني جورج :

بذل خبير الآثار الآشوري العراقي الدكتور دوني جورج الذي كان شاهد عيان لما حدث من استباحة لآلاف القطع النادرة والمخطوطات والرقيمات والتماثيل، جهوداً كبيرة في سبيل تسليط الأضواء على جريمة سرقة الآثار العراقية وخصوصاً الأرشيف اليهودي العراقي، والآثار التي نهبت من المتحف الوطني في بغداد، والتي كانت أغلبيتها تعود الى الفترة الممتدة الى 6000 سنة من آثار الأمبراطوريات القديمة من الأمبراطورية الآشورية، الآكادية والبابلية، والدكتور دوني جورج من مواليد محافظة الأنبار عام 1950 وكان يجيد اللغة الأكدية والآشورية (معروفة خطأ بالسريانية)، والعربية، والإنكليزية وكان الأكاديمي الأميركي العراقي المولد الدكتور متّي موسى تويا، قد صرّح لوكالة لوس أنجلوس تايمز، أن أكبر عملية سطو ثقافي في التاريخ للآثار العراقية لم تحدث صدفة بل بموجب وسطاء أولهم محام كويتي تفاوض مع دوني جورج مباشرة للحصول على مساعدته في انتقاء الأثريات والتحقق من صحة نسبتها التاريخية لكن جورج رفض التعاون معه، ومن جهته أكد عالم الآثار الأميركي البرفسور ماكجواير جيبسون أمام مؤتمر لعلماء الآثار نظمته ?اليونيسكو? في باريس ان قطعاً أثرية عراقية عرضت للبيع في باريس وطهران عبر عدة وسطاء بينهم كويتيون، الأمر الذي يضع علامات إستفهام على دور الكويت في هذه القضية.

وقد أدت جهود الدكتور دوني جورج وتصريحاته ومحاضراته وتحقيقاته وما توصل إليه من حقائق حول هذا الموضوع الى تعرّضه وعائلته الى ضغوطات كبيرة وتهديدات مباشرة وتعرّضه الى محاولة اغتيال في بغداد، لكنه استطاع الهرب ووصل الى أمريكا عام 2006، حيث استقر مع أسرته في مدينة بروكهايفن الأمريكية ليعمل في جامعة ستوني بروك قرب نيويورك، واستمر هناك في بذل جهوده من أجل كشف ملابسات سرقة الأرشيف اليهودي العراقي وبقية الآثار العراقية، وعندما كان في طريقه من أمريكا الى كندا لإلقاء محاضرة في جامعة تورونتو عن الدوافع والأسباب الكامنة وراء سرقة الآثار العراقية، توفي في ظروف غامضة يوم 11/03/2011، بعد وصوله مطار تورونتو بلحظات، وأعلنت السلطات الكندية أن وفاته كانت إثر جلطة قلبية! وهو تبرير يحتمل العديد من علامات الإستفهام! لاسيما وأن الموساد الإسرائيلي لديه العديد من وسائل وأساليب الإغتيال الغير إعتيادية، مذكرين بالوسيلة التي استخدمها الموساد لإغتيال خالد مشعل أمين سر حركة حماس، كما أن المعلومات التي كان الدكتور دوني جورج قد جمعها حول دوافع وأسباب وظروف سرقة الآثار العراقية والأرشيف اليهودي العراقي وكنز نمرود قد بدأت تلقي الضوء على ملابسات هذه القضية ودوافع المتورطين فيها من الدول والمنظمات السرية وأجهزة المخابرات والعصابات من مافيات التهريب والآثار، مما اقتضى معه طمسه وإخفائه بالتخلص من حاملها دوني جورج.

وصول الأرشيف الى إسرائيل :

بعد سنة من رحيل الخبير الآثاري الآشوري العراقي الدكتور دوني جورج الذي كان لديه الكثير ليقوله حول أسباب ودوافع سرقة الآثار العراقية، وبعد مرور ثماني سنوات على سرقة الأرشيف اليهودي العراقي من قبل قوات الإحتلال الأمريكي ونقله خلسة الى الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت (إسرائيل) أنها (استعادت) الأرشيف اليهودي من الأمريكان وذلك في احتفال أجرته منظمة 'العاد' اليهودية معتبرة هذا الحدث بـ'الإنتصار الحقيقي للأمة اليهودية'، إذ استعادت جزءاً أصيلاً ومهماً، وهو الأفضل على الإطلاق من تراثها، وأعلنت في هذا الإحتفال الذي أقيم في مبنى أقامته إسرائيل خصيصاً لهذا الغرض في تل أبيب كلف نحو 03 ملايين شيكل نظراً للتحصينات عالية التقنية التي صمم بموجبها والتي تضمن السلامة من أية مخاطر سواء الكوارث الطبيعية أو القصف العسكري.

وقد عين (ياد شاغال) وهو إبن أول عمدة لتل أبيب بعد ان احتلها اليهود مسؤولاً عن نصب الأرشيف اليهودي العراقي الذي تمت سرقته من العراق وتم إصلاح أغلبها بمقر متحف التاريخ الطبيعي والتراث العالمي في واشنطن على يد أمهر الخبراء العالميين، خاصة ان بعض الوثائق كانت قد تعرّضت للضرر في أقبية مقر المخابرات العراقية السابق ويشار الى ان منظمة 'العاد' عملت على سرقة كل ما يخص اليهود في العراق عبر إدخال فرق مدربة من اللصوص، وبعثة متخصصة لحسابها الى آثار الوركاء وأور نهبت خلالها آثاراً عراقية ثمينة بطرق مبتكرة لا تثير الشكوك بوجود عمليات تنقيب.

وقد أكد النائب العمالي اليهودي موردخاي بن بورات أحد المتحدرين من يهود العراق والباحث في مركز إرث يهود بابل الواقع قرب تل أبيب حسب صحيفه هآرتس الإسرائيلية الحصول على تعليق نادر لسفر أيوب نشر سنة 1487 وقسم من كتب الأنبياء المنشورة في البندقية سنة 1617 من مخازن حصينة لأجهزة الأمن العراقية السابقة (أنظر الرابط http://www.aregy.com/forums/archaeology29725/) فكل هذه الأمور والتطورات حول رحلة الأرشيف اليهودي العراقي المسروق من بغداد ووصوله الى تل أبيب وسط تعتيم وإهمال إعلامي واضح تعطي انطباعاً وتثير شكوكاً وتساؤلات حول الدوافع والأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه العملية المشبوهة.

أسباب ودوافع السرقة :

مما لا شك فيه أن سرقة الآثار هي أحد الجرائم التي يسعى ورائها صائدي الكنوز ومقتني التحف الأثرية، لكن الغريب في الأمر هو أن يكون جيش أقوى دولة في العالم الذي يدّعي أنه جاء ليحرر العراق وينشر الديمقراطية والسلام في العراق يسعى وبشكل غير مسبوق لسرقة متحف تاريخي وأرشيف لأقلية إثنية عراقية كانت قد غادرت العراق منذ عقود وتبدي قيادته كل هذا الحرص والإهتمام بمثل هذا الأمر، بل وتضعه في أولى أسبقياتها عند أول يوم دخلت فيه العاصمة المحتلة بغداد ويبدو أن الدكتور دوني جورج كان قد بدأ بمسك خيوط الأسباب والدوافع التي أدت بالأمريكان والموساد الإسرائيلي للتورط بارتكاب هذه الجريمة، الأمر الذي أدى الى تصفيته بالطريقة التي أشرنا إليها في مطار تورونتو الكندي.

إن ربط الأحداث مع بعضها البعض من سرقة المتحف العراقي والطريقة التي تمت بها السرقة، ثم الإستيلاء على الأرشيف اليهودي العراقي وكنز نمرود وذهاب فريق التنقيب الأمريكي بسرعة الى مكان العثور على كنز نمرود وقيامه لاحقاً بمسح للأماكن الأثرية لاسيما السومرية منها والأكادية المحاذية لنهر الفرات ومن ثم إغتيال الخبير الآثاري دوني جورج، يجعلنا نعتقد أن الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذه السرقات للآثار العراقية تتمحور حول نظرية تسمى (نظرية الأصل الفضائي للسومريين)، التي وضع أسسها وروّج لها عالم السومريات والكتابة المسمارية (زكريا سيتشن Zecharia Sitchin) وهو من أصل يهودي روسي آذربيجاني ولد في باكو سنة 1920 وعاش طفولته وشبابه في فلسطين ثم استقر في نيويورك وكان رافضاً للفكرة الصهيونية بناءاً على قناعته السومرية الخاصة، حيث أصدر كتابه لهذه النظرية عام 1976 والموسوم (الكواكب الإثنا عشر) وفيه يصف المعرفة والمعجزات التقنية لحضارة سومر القديمة وتتلخص نظريته بـ(ان السومريين هم من سلالة أناس قدموا من كوكب آخر واحتلوا الأرض وأسسوا أول حضارة في العراق وبعدها في مصر) وتم طرح الكثير من الحجج والتفاصيل المعتمدة على الأساطير والمنحوتات السومرية والأكادية والبابلية التي تدعم فكرته بحقيقة دور هذا العرق الفضائي في نشوء حضارة بلاد الرافدين وثم الإنسانية وطور سيتشن نظريته هذه في 12 كتاب عملي تفصيلي متخصص وكرس حياته لها حتى وفاته عام 2010.

واتخذت نظرية سيتشين أبعاداً وتفرعات علمية ودينية وسياسية عديدة ولها أتباع كثر كان من أبرزهم الكاتب والسياسي البريطاني (دافيد آيك David Icke) الذي تبنى نظرية سيتشن عن الأصل الفضائي للسومريين ولكنه طورها وأعطاها بعداً سياسياً خطيراً، حيث أثار ضجة عالمية عام 1991 بعد نشر كتابه (Secrets of the Matrix)، الذي قال فيه أن العرق البابلي أو السومري الفضائي لايزال يحكم العالم من خلال المنظمات السرية العالمية التي أنشأوها مثل التنظيمات الشيوعية والثورية والليبرالية والقومية وغيرها، وأن أعضاء العرق البابلي يتناسلون السلالات الحاكمة، ومن بين أعضائها البارزون في العالم جورج بوش والملكة البريطانية إليزابيث وكيسنجر وهيلاري كلنتون وتوني بلير وويلسن وروكفلر والكثير غيرهم مثل عائلة روتشيلد اليهودية المت&#1606​
 
Back
Top