تسمية الكلدان تزوير مُتعمد
من هم الكلدان؟ ظهرت تسمية (الكلدان) لأول مرة في التاريخ عام 1552م. وظهرت تسمية الكلدان كطائفة مسيحية كاثوليكية أسسها مبشرون غربيون أتوا من الفاتيكان الكاثوليكي إلى بلاد النهرين عام 1552م.
من هم الكلديين؟ الكلديين لقب لعشيرة انتشرت في بابل في زمن الملك الآشوري نبوخذنصر الذي حكم في بابل فترة 42 عام. واشتهرت عشيرة الكلديين بمهنة التنجيم وبمعرفة المستقبل. كان الملك يستشير هذه القبيلة من الحرفيين قبل دخوله في حروب لمعرفة اذا كان سيربح أو سيخسر حربا ما. لذلك اقتربت، عشيرة الكلديين العرّافين المنجمين قُراء الكف وقُراء المستقبل، من الملك والقصر الملكي وتغلغلوا في مفاصل الدولة تحت اسم العرّافين الكلديين. وهذا يعني، أن الكلديين كانوا عرّافيين اصحاب مهنة أو حرفة في التنجيم مثلما كان الصياديين والخياطيين والنجاريين أصحاب مِهن.
فاشتهر الكلديين بحرفتهم في علم الغيب والتنجيم. ثم عُرف بهذه المهنة كل من يتقنها، ولُقب بها هو واولاده واحفاده من بعده. وبعدها تكاثر عددهم كعشيرة أو لقب، ولُقبوا بإسم المهنة أو الحرفة كما هو الحال اليوم في القاب بإسم المهن والحرف التي اتقنوها اجدادهم، كالحداد والصياد والبقال والقصاب والخياط والنجار والحكيم وغيرها. وهكذا لقبوا الكلديين أو العرافيين، فهم عشائر وليسوا قوما. واصبح لقب عشيرتهم كلديين.
فارتبط معنى كلمة (كلدي) بمهنة التنجيم والتعريف، وبالطبع لا يجوز لجهة معينة من الحرفيين الذين يسمون انفسهم بحسب مهنتهم أن يصبحوا قومية. ولو اصبحوا قومية، فهذا سيعني بأنه ممكن ان نسمع غداً عن قومية ألمهندسين وقومية الفلاحين وقومية الصياغ وقومية المحامين أو غيرهم من المهن. نرجوا ان نكون قد وُفقنا بهذا الشرح المبسط لهولاء المتوهميين بأن المهنة قد تتحول الى قومية. هذا بالإضافة إلى كون كلمة كلدي بالآشوري تعني عرّاف، كما في كيذُوخ=نعرف، كيذي=يعرفون، كلذايي=عارفين أو عرّافين، كلديين=عارفين. فتستُخدم المصطلحات كيذوخ=نعرف وكيذي=يعرفون لحد الأن في قرى سهل نينوى مثل القوش وتلكيف. وكان هذا ما اكده الدكتور الأب يوسف حبي، عميد كلية بابل للاهوت، والذي قُتل بأوامر الماسونية من قبل المجرم صدام حسين.
وكلدان اليوم ليسوا نفس كلديي الأمس. إذ أن كلديي الأمس العرّافيين قد اندثروا بعد الفتوحات الاسلامية التي اجبرتهم على إما اعتناق الاسلام أو اعتناق أحد الاديان الابراهيمية الثلاثة. فمنهم من اعتنق الاسلام وهم اليوم شيعة الجنوب، ومنهم من رحل الى اليمن التي هي الآن مليئة بجيناتنا وحمضنا النووي الآشوري واي، ومنهم من بقى في الجنوب واختار دين الصابئة المندائيين الذين ما زالوا موجودون في البصرة والناصرية.
تشابه بين اسمَي الكلدان والكديين ودور الفاتيكان؟ لا علاقة لكلدان اليوم بالمنجمين الكلديين الذين سكنوا بلاد الرافدين سوى التشابه بالأسماء. ففي عام 1552م وبعد أن جاء مبشروا الفاتيكان الكاثوليك من الغرب للشرق لنشر المذهب الكاثوليكي وتوجهوا لشمال بلاد النهرين، نجحوا في نشر الطائفة الكاثوليكية في ما يدعى اليوم بسهل نينوى. وأدت صعوبة المواصلات في الجبال آنذاك إلى توجه المبشرين الاجانب إلى المسيحيين الساكنين في سهل نينوى دون التوجه للجبال، فنشروا الطائفة الكاثوليكية في السهول لكن ليس في الجبال. وبذلك استمر سكنة الجبال من المسيحيين في انتمائهم للكنيسة ألتي تُدعى الكنيسة الشرقية الآشورية. وكان انتماء مسيحيي سهل نينوى قبل مجيء الفاتيكان هو انتماء كنيسة المشرق الآشورية نفسه، إلا أن الفتيكان نجح في تقسيم كنيستهم بعد أن رشى من كان مستعدا للإرتشاء وتغيير طائفته الدينية من الكنيسة الشرقية إلى كاثوليكي.
بحث المبشرون الأجانب عن إسم لتسمية الآشوريين الكاثوليك لتميزهم عن الآشوريين المنتميين لكنيسة المشرق الآشورية، فوجودوا اسم (الكلديين) في التاريخ البابلي القديم، فاستوردوه وغيروا حرفين فيه (كلديين إلى كلدان) ثم الصقوه بالطائفة الكاثوليكية الآشورية التي سموها (كنيسة بابل للكلدان الكاثوليك). وأصروا على استخدام كلمة بابل للتشويش ولتشويه الحقائق التاريخية ولايهام الناس بأن هؤلاء هم من سلالة الكلديين القدماء في بابل. وبذلك ظهرت تسمية (كلدان) لأول مرة في التأريخ عام 1552م، أي بعد أن تم تحوير كلمة (كلديين) إلى (كلدان). وكان هذا التحريف اللغوي الذي قام به المبشرون الكاثوليكيون من الفاتيكان تشويه مُتعمَد، الغاية منه هي تحريف التأريخ. وللأسف تحول هذا التقسيم الكنسي لاحقا إلى تقسيم سياسي لصالح سلالة يهود السبي ولصالح الذين يزرعون سياسة فرق تسد ولصالح بعض المرتشيين من الطائفة الكدانية نفسها.
يقول عالم الآثار الآشوري من العراق الدكتور دون جورج الذي اغتالته يد الغدر عام 2009 بأن هنالك خطأ تاريخي أدى فجأة إلى ظهور قومية كلدانية. ومن المعروف للجميع بأن من سميوا الكلديين (وليس الكلدانيين)، هم العلماء وخاصة الفلكيين منهم في العصر البابلي الحديث (612-539 ق.م)، وقد تمّ تحريف المصطلح عبر التاريخ من كلدي إلى كلداني من أجل شق وقطع أواصر الأمة الآشورية.
كلدان جورج بوش: دخل جورج بوش مُحتلا للعراق في 2003 وفورا سلَّم ادارة حكومة العراق لإسرائيل عن طريق حاكم العراق اليهودي الصهيوني بول بريمر. ومن منا لا يعرف الضغينة التي يحملها يهود السبي البابلي ضد الآشوريين منذ عام 697ق.م.؟ فأراد بريمر والصهاينة عموما أن يُشتتوا الآشوريين ويقسموهم الى قوميات، مثلما زرعوا سياسة فرق تسد بين الشيعة والسنة. فتوجه بوش وشلته الصهيونية إلى رجال الدين الكبار من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ورشوهم بأموال طائلة طالبين منهم ان يقولوا لرعيتهم وللعالم بأن الكلدان قومية. لاحظ ان رجال الدين الكلدان الكاثوليك الذين قبلوا الرشوة اليوم هم احفاد نفس الكلدان الكاثوليك الذين رشاهم الفاتيكان سابقا لتقسيم كنيستهم.
نجح بوش وبريمر، فصعدت إلى المسرح شخصيات جديدة تُدعى شخصيات 2003، وهي شخصيات تتكون من رجال الدين ورجال مدنيين من الطائفة الكلدانية الكاثوليكية تُروج لفكرة كون الكلدان قومية. ولم يكن لهؤلاء الذين صعدوا على مسرح 2003 أي إسم أو تاريخ سياسي أو نضالي سابق لا كقومية كلدانية ولا كطائفة دينية. ولم يسمع بهم احدا إلا بعد عام 2003. ولا توجد آثار أو حفريات أو مُدن أو حروب تاريخية توفر دليلا واحدا عن كونهم قومية. وحتى العَلَم الكلداني الذي يرفعوه لا وجود تاريخي له على ارض الواقع كعلم كلداني موجود في بلاد النهرين، في حين أن العلم الآشوري منقوش على الجداريات والأحجار. والآثار والمُدن والحضارة والحروب كلها، منذ حوالي 8000 عام أو أكثر، تدل على كون بلاد النهرين بلاد آشورية وبشهادات من علماء آثار وتنقيب آشوريين وأجانب منتشرين في العالم كله. ولا يوجد عالم آثار واحد أو اي عالم يدعم كون الكلدان قومية.
ومن أوائل من باعوا انفسهم لجورج بوش كان المطران الكلداني الكاثوليكي سرهد جمو المقيم في كالِفورنيا، حيث بدأ بزرع الفتنة بين الجالية المسيحية في امريكا. ومن المُلفت للنظر، هو كون هذا المطران نفسه كان قبل 2003 واحد من المتحمسين لكون الكلدان طائفة وليس قومية. مُرفق ادناه هو فديو لاثبات موقفه السابق قبل أن يرشيه جورج بوش للادعاء بأن الكلدان قومية منفصلة عن الآشوريين. وبعد دخول القواة الأمريكية للعراق، بدأ البطريرك عمانول دلي في العراق بالمطالبة علنا بتحويل اسمهم من مذهب كاثوليكي الى قومية كلدانية. وهكذا تم زرع الفتنة بين الآشوريين في العراق. إن زرع سياسة فرق تسد بين الآشوريين وتقسيمهم إلى آشوريين وكلدان وسريان يؤدي إلى تشتتهم وبالتالي إلى نتائج وخيمة تمنعهم من الحصول على أية حقوق تُذكر في دولة العراق. نعم نجح جورج بوش في زرع سياسة فرق تسد بين المسيحيين مثلما نجح في زرعها بين الشيعة والسنة.
ما هي قومية الكلدان؟ لا وجود في التاريخ لقومية كلدانية، ولو بحثنا في جميع المتاحف، لا توجد أي قطعة أثرية واحدة تدل على أنها كلدانية وحتى نبوخذنصر لم يكن كلدانيا بل كان من قبيلة كلديي. زوّرَ الفاتيكان التأريخ وبابل هي مدينة آشورية كان يقطنها منجمون كثيرون لتفسير أحلام الملك الآشوري. فمثلا، أنا آشورية وُلدت في بغداد يعني انا بغدادية وهذا لا يعني اني قوميتي بغدادية وهكذا هو الحال بالنسبة للآشوريين في بابل، فقد كانوا يسموهم بابليين لأنهم يسكنون بابل وهم كلديين لان مهنتهم كانت علم الفلك. كيف يمكن لقبيلة آشورية واحدة ان تصبح قومية كلدانية بحد ذاتها؟ والدليل على انها ليست قومية مستقلة هو سمات القومية كلها مشتركة بين هذه القبيلة التي اسمها كلديين وبقية الآشوريين. وأين هو الوطن القومي للكدان، هل هو بابل التي حكمها نبوخذنصر لمدة 42 عام (640-562 ق.م.)؟ هل سمعتم بكلداني يقول يوما سنرجع الى بابل وسنعيش هنالك؟ هل للكلدان جيش وحروب لاسترجاع بابل في التاريخ القديم أو الجديد؟ لماذا ينعدم الحس القومي عند الكلدان ويطغي عليهم فقط الحس الديني الكاثوليكي؟ لماذا هم اقرب للعرب مما هم لأي قومية أخرى؟ أخيرا من اين جاءوا اجدادك واين عاشوا، من جنوب العراق ام من الشمال؟ احترامي لك يا كلداني.
الأدلة كلها تشير بكون قومية طائفة الكدان الكاثوليك هي قومية آشورية نقية وصافية من أي شوائب. لكن هيمنة سلطة كنيسة الكلدان المرتشية على الطائفة الكلدانية الكاثوليكية أدت إلى ايهام نسبة عالية منهم بأنهم قومية كلدانية. وبذلك جنَت كنيستهم عليهم وجردتهم من هويتهم الآشورية ومن أية حقوق مستقبلية في الحكومة العراقية. وما هذه إلا جناية كبرى بحقكم يا طائفة الكلدان الكاثوليك. انهضوا يا من وّهمكم بكونكم قومية كلدانية! استفيقوا واتحدوا مع بقية شعبكم الآشوري! طالبوا بمحاكمة الجُناة الذين يزورون تاريخكم ويتاجرون بقضيتكم وبمصيركم! آشور آه آشور، انك حضارة ودين، وتاريخ العالم كله بدأ من آشور...
موقع تاريخ الاشورين..
من هم الكلدان؟ ظهرت تسمية (الكلدان) لأول مرة في التاريخ عام 1552م. وظهرت تسمية الكلدان كطائفة مسيحية كاثوليكية أسسها مبشرون غربيون أتوا من الفاتيكان الكاثوليكي إلى بلاد النهرين عام 1552م.
من هم الكلديين؟ الكلديين لقب لعشيرة انتشرت في بابل في زمن الملك الآشوري نبوخذنصر الذي حكم في بابل فترة 42 عام. واشتهرت عشيرة الكلديين بمهنة التنجيم وبمعرفة المستقبل. كان الملك يستشير هذه القبيلة من الحرفيين قبل دخوله في حروب لمعرفة اذا كان سيربح أو سيخسر حربا ما. لذلك اقتربت، عشيرة الكلديين العرّافين المنجمين قُراء الكف وقُراء المستقبل، من الملك والقصر الملكي وتغلغلوا في مفاصل الدولة تحت اسم العرّافين الكلديين. وهذا يعني، أن الكلديين كانوا عرّافيين اصحاب مهنة أو حرفة في التنجيم مثلما كان الصياديين والخياطيين والنجاريين أصحاب مِهن.
فاشتهر الكلديين بحرفتهم في علم الغيب والتنجيم. ثم عُرف بهذه المهنة كل من يتقنها، ولُقب بها هو واولاده واحفاده من بعده. وبعدها تكاثر عددهم كعشيرة أو لقب، ولُقبوا بإسم المهنة أو الحرفة كما هو الحال اليوم في القاب بإسم المهن والحرف التي اتقنوها اجدادهم، كالحداد والصياد والبقال والقصاب والخياط والنجار والحكيم وغيرها. وهكذا لقبوا الكلديين أو العرافيين، فهم عشائر وليسوا قوما. واصبح لقب عشيرتهم كلديين.
فارتبط معنى كلمة (كلدي) بمهنة التنجيم والتعريف، وبالطبع لا يجوز لجهة معينة من الحرفيين الذين يسمون انفسهم بحسب مهنتهم أن يصبحوا قومية. ولو اصبحوا قومية، فهذا سيعني بأنه ممكن ان نسمع غداً عن قومية ألمهندسين وقومية الفلاحين وقومية الصياغ وقومية المحامين أو غيرهم من المهن. نرجوا ان نكون قد وُفقنا بهذا الشرح المبسط لهولاء المتوهميين بأن المهنة قد تتحول الى قومية. هذا بالإضافة إلى كون كلمة كلدي بالآشوري تعني عرّاف، كما في كيذُوخ=نعرف، كيذي=يعرفون، كلذايي=عارفين أو عرّافين، كلديين=عارفين. فتستُخدم المصطلحات كيذوخ=نعرف وكيذي=يعرفون لحد الأن في قرى سهل نينوى مثل القوش وتلكيف. وكان هذا ما اكده الدكتور الأب يوسف حبي، عميد كلية بابل للاهوت، والذي قُتل بأوامر الماسونية من قبل المجرم صدام حسين.
وكلدان اليوم ليسوا نفس كلديي الأمس. إذ أن كلديي الأمس العرّافيين قد اندثروا بعد الفتوحات الاسلامية التي اجبرتهم على إما اعتناق الاسلام أو اعتناق أحد الاديان الابراهيمية الثلاثة. فمنهم من اعتنق الاسلام وهم اليوم شيعة الجنوب، ومنهم من رحل الى اليمن التي هي الآن مليئة بجيناتنا وحمضنا النووي الآشوري واي، ومنهم من بقى في الجنوب واختار دين الصابئة المندائيين الذين ما زالوا موجودون في البصرة والناصرية.
تشابه بين اسمَي الكلدان والكديين ودور الفاتيكان؟ لا علاقة لكلدان اليوم بالمنجمين الكلديين الذين سكنوا بلاد الرافدين سوى التشابه بالأسماء. ففي عام 1552م وبعد أن جاء مبشروا الفاتيكان الكاثوليك من الغرب للشرق لنشر المذهب الكاثوليكي وتوجهوا لشمال بلاد النهرين، نجحوا في نشر الطائفة الكاثوليكية في ما يدعى اليوم بسهل نينوى. وأدت صعوبة المواصلات في الجبال آنذاك إلى توجه المبشرين الاجانب إلى المسيحيين الساكنين في سهل نينوى دون التوجه للجبال، فنشروا الطائفة الكاثوليكية في السهول لكن ليس في الجبال. وبذلك استمر سكنة الجبال من المسيحيين في انتمائهم للكنيسة ألتي تُدعى الكنيسة الشرقية الآشورية. وكان انتماء مسيحيي سهل نينوى قبل مجيء الفاتيكان هو انتماء كنيسة المشرق الآشورية نفسه، إلا أن الفتيكان نجح في تقسيم كنيستهم بعد أن رشى من كان مستعدا للإرتشاء وتغيير طائفته الدينية من الكنيسة الشرقية إلى كاثوليكي.
بحث المبشرون الأجانب عن إسم لتسمية الآشوريين الكاثوليك لتميزهم عن الآشوريين المنتميين لكنيسة المشرق الآشورية، فوجودوا اسم (الكلديين) في التاريخ البابلي القديم، فاستوردوه وغيروا حرفين فيه (كلديين إلى كلدان) ثم الصقوه بالطائفة الكاثوليكية الآشورية التي سموها (كنيسة بابل للكلدان الكاثوليك). وأصروا على استخدام كلمة بابل للتشويش ولتشويه الحقائق التاريخية ولايهام الناس بأن هؤلاء هم من سلالة الكلديين القدماء في بابل. وبذلك ظهرت تسمية (كلدان) لأول مرة في التأريخ عام 1552م، أي بعد أن تم تحوير كلمة (كلديين) إلى (كلدان). وكان هذا التحريف اللغوي الذي قام به المبشرون الكاثوليكيون من الفاتيكان تشويه مُتعمَد، الغاية منه هي تحريف التأريخ. وللأسف تحول هذا التقسيم الكنسي لاحقا إلى تقسيم سياسي لصالح سلالة يهود السبي ولصالح الذين يزرعون سياسة فرق تسد ولصالح بعض المرتشيين من الطائفة الكدانية نفسها.
يقول عالم الآثار الآشوري من العراق الدكتور دون جورج الذي اغتالته يد الغدر عام 2009 بأن هنالك خطأ تاريخي أدى فجأة إلى ظهور قومية كلدانية. ومن المعروف للجميع بأن من سميوا الكلديين (وليس الكلدانيين)، هم العلماء وخاصة الفلكيين منهم في العصر البابلي الحديث (612-539 ق.م)، وقد تمّ تحريف المصطلح عبر التاريخ من كلدي إلى كلداني من أجل شق وقطع أواصر الأمة الآشورية.
كلدان جورج بوش: دخل جورج بوش مُحتلا للعراق في 2003 وفورا سلَّم ادارة حكومة العراق لإسرائيل عن طريق حاكم العراق اليهودي الصهيوني بول بريمر. ومن منا لا يعرف الضغينة التي يحملها يهود السبي البابلي ضد الآشوريين منذ عام 697ق.م.؟ فأراد بريمر والصهاينة عموما أن يُشتتوا الآشوريين ويقسموهم الى قوميات، مثلما زرعوا سياسة فرق تسد بين الشيعة والسنة. فتوجه بوش وشلته الصهيونية إلى رجال الدين الكبار من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ورشوهم بأموال طائلة طالبين منهم ان يقولوا لرعيتهم وللعالم بأن الكلدان قومية. لاحظ ان رجال الدين الكلدان الكاثوليك الذين قبلوا الرشوة اليوم هم احفاد نفس الكلدان الكاثوليك الذين رشاهم الفاتيكان سابقا لتقسيم كنيستهم.
نجح بوش وبريمر، فصعدت إلى المسرح شخصيات جديدة تُدعى شخصيات 2003، وهي شخصيات تتكون من رجال الدين ورجال مدنيين من الطائفة الكلدانية الكاثوليكية تُروج لفكرة كون الكلدان قومية. ولم يكن لهؤلاء الذين صعدوا على مسرح 2003 أي إسم أو تاريخ سياسي أو نضالي سابق لا كقومية كلدانية ولا كطائفة دينية. ولم يسمع بهم احدا إلا بعد عام 2003. ولا توجد آثار أو حفريات أو مُدن أو حروب تاريخية توفر دليلا واحدا عن كونهم قومية. وحتى العَلَم الكلداني الذي يرفعوه لا وجود تاريخي له على ارض الواقع كعلم كلداني موجود في بلاد النهرين، في حين أن العلم الآشوري منقوش على الجداريات والأحجار. والآثار والمُدن والحضارة والحروب كلها، منذ حوالي 8000 عام أو أكثر، تدل على كون بلاد النهرين بلاد آشورية وبشهادات من علماء آثار وتنقيب آشوريين وأجانب منتشرين في العالم كله. ولا يوجد عالم آثار واحد أو اي عالم يدعم كون الكلدان قومية.
ومن أوائل من باعوا انفسهم لجورج بوش كان المطران الكلداني الكاثوليكي سرهد جمو المقيم في كالِفورنيا، حيث بدأ بزرع الفتنة بين الجالية المسيحية في امريكا. ومن المُلفت للنظر، هو كون هذا المطران نفسه كان قبل 2003 واحد من المتحمسين لكون الكلدان طائفة وليس قومية. مُرفق ادناه هو فديو لاثبات موقفه السابق قبل أن يرشيه جورج بوش للادعاء بأن الكلدان قومية منفصلة عن الآشوريين. وبعد دخول القواة الأمريكية للعراق، بدأ البطريرك عمانول دلي في العراق بالمطالبة علنا بتحويل اسمهم من مذهب كاثوليكي الى قومية كلدانية. وهكذا تم زرع الفتنة بين الآشوريين في العراق. إن زرع سياسة فرق تسد بين الآشوريين وتقسيمهم إلى آشوريين وكلدان وسريان يؤدي إلى تشتتهم وبالتالي إلى نتائج وخيمة تمنعهم من الحصول على أية حقوق تُذكر في دولة العراق. نعم نجح جورج بوش في زرع سياسة فرق تسد بين المسيحيين مثلما نجح في زرعها بين الشيعة والسنة.
ما هي قومية الكلدان؟ لا وجود في التاريخ لقومية كلدانية، ولو بحثنا في جميع المتاحف، لا توجد أي قطعة أثرية واحدة تدل على أنها كلدانية وحتى نبوخذنصر لم يكن كلدانيا بل كان من قبيلة كلديي. زوّرَ الفاتيكان التأريخ وبابل هي مدينة آشورية كان يقطنها منجمون كثيرون لتفسير أحلام الملك الآشوري. فمثلا، أنا آشورية وُلدت في بغداد يعني انا بغدادية وهذا لا يعني اني قوميتي بغدادية وهكذا هو الحال بالنسبة للآشوريين في بابل، فقد كانوا يسموهم بابليين لأنهم يسكنون بابل وهم كلديين لان مهنتهم كانت علم الفلك. كيف يمكن لقبيلة آشورية واحدة ان تصبح قومية كلدانية بحد ذاتها؟ والدليل على انها ليست قومية مستقلة هو سمات القومية كلها مشتركة بين هذه القبيلة التي اسمها كلديين وبقية الآشوريين. وأين هو الوطن القومي للكدان، هل هو بابل التي حكمها نبوخذنصر لمدة 42 عام (640-562 ق.م.)؟ هل سمعتم بكلداني يقول يوما سنرجع الى بابل وسنعيش هنالك؟ هل للكلدان جيش وحروب لاسترجاع بابل في التاريخ القديم أو الجديد؟ لماذا ينعدم الحس القومي عند الكلدان ويطغي عليهم فقط الحس الديني الكاثوليكي؟ لماذا هم اقرب للعرب مما هم لأي قومية أخرى؟ أخيرا من اين جاءوا اجدادك واين عاشوا، من جنوب العراق ام من الشمال؟ احترامي لك يا كلداني.
الأدلة كلها تشير بكون قومية طائفة الكدان الكاثوليك هي قومية آشورية نقية وصافية من أي شوائب. لكن هيمنة سلطة كنيسة الكلدان المرتشية على الطائفة الكلدانية الكاثوليكية أدت إلى ايهام نسبة عالية منهم بأنهم قومية كلدانية. وبذلك جنَت كنيستهم عليهم وجردتهم من هويتهم الآشورية ومن أية حقوق مستقبلية في الحكومة العراقية. وما هذه إلا جناية كبرى بحقكم يا طائفة الكلدان الكاثوليك. انهضوا يا من وّهمكم بكونكم قومية كلدانية! استفيقوا واتحدوا مع بقية شعبكم الآشوري! طالبوا بمحاكمة الجُناة الذين يزورون تاريخكم ويتاجرون بقضيتكم وبمصيركم! آشور آه آشور، انك حضارة ودين، وتاريخ العالم كله بدأ من آشور...
موقع تاريخ الاشورين..