الاقتصاد الاشوري حقيقة ام خرافة

العالم يتجه نحو دخول افاق جديدة ، افاق مشكلة بالتحديات الاقتصادية والتكنولوجيا الحديثة . الان وقد دخلنا القرن الحاتدي والعشرين بعد اسدال الستار على اخر قرن من الالفية الثانية ، تتجه انظار العالم نحو بناء اقتصاد قوي قادر على مواكبة ومنافسة تقدم التكنولوجيا الكبير في معظم انحاء المعمورة . والملاحظ هنا ان دول العالم منشغلة بتطوير اقتصادها اكثر من أي شيئ اخر ، ففي بداية القرن الماضي والى عقد الثمانينات كانت البنية السائدة لدى معظم الدول هي لتطوير ترسانتها العسكرية وجيوشها لمواجهة أي خطر او عدو خارجي او داخلي ، لكن بمرور الزمن اتضح بان الحروب لا تجدي نفعا سوى المزيد من الدمار ، قتلى ، جرحى ، تشريد ، ابادة جماعية … الخ من الويلات . فمن هنا كانت الحاجة الى تحويل الانظار الى شيئ اخر اكثر فعالية وايجابي لانشاء اقتصاد قوي اما ضمن اطارات فردية او من خلال تكتلات وتجمعات اقتصادية اقليمية والاتحاد الاوربي خير دليل على ذلك ، فهو اليوم يضم اكثر من عشرة اعضاء واخرون مرشحون للعضوية كتركيا .

في خضم هذه الفوضى والتعجل نحو بناء اقتصاديات وتكتلات اقليمية يطرأ السؤال التالي نفسه : اين نحن من كل هذا التغيير ؟ ونحن هنا نعني بالاشوريين جميعهم بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية . هل بدأنا التفكير بهذه المسألة المهمة للغاية ؟ صحيح ان ظروفنا الحالية الصعبة وعدم وجود دولة خاصة بنا بالاضافة الى غياب الكثير من العوامل اللازمة لانشاء اقتصاد قوي لا تسمح لنا بتحقيق الكثير من الاحلام في هذا المجال ، لكن ذلك لا يعني ان المتيسر منه لن ينفعنا .

يقدر عدد الاشوريين بما يقارب الثلاث ملايين ، موزعين بين اكثر من عشرين دولة ومغطين بذلك جميع قارات العالم . فهنا الفرصة مواتية لنا لخلق ما يسمى بالاقتصاد النظري . قد لا يكون البعض سمعوا بهذا النوع من الاقتصاد ولكنه ببساطة عبارة عن الاقتصاد الموجود في كل مكان مع عدم مراعاة الزمان ، هذه السمة تجعله اكثر نفعا من الاقتصاد التقليدي القديم . ولكون الاشوريين مشتتين بين اكثر من دولة وقارة فان مفهوم الاقتصاد النظري ينطبق عليهم .

فالجدير بالذكر ايضا ان لشبكة الانترنيت الاثر الاكبر في تطوير هذا النوع من الاقتصاد بالاضافة الى وضع الاشوريين في العالم وكما ذكرنا سابقا فان هذا الاقتصاد سيخدمهم كثيرا . فالاشوريون في الوقت الحاضر ليسوا معروفين كاصحاب لاعمال او معامل كبيرة ، ولكنهم معروفين اكثر كاناس ذو خبرات فردية في الكثير من المجالات مثل الطب والهندسة والتعليم والصيانة .. الخ . فتوزيع هذه الخبرات ليس مهما في هذه الظروف ولكن المهم هو كيف نستثمر هذه الخبرات لصالح بناء اقتصاد اشوري ليقضي حاجاتنا واكثر. ان واحدة من اهم طرق النجاح في الاقتصاد هو التبادل المشترك بين المجموعة او الاقليم او الدولة ، وبمعنى اخر ان على الاشوريين شراء حاجياتهم المختلفة من الاسواق الاشورية بدلا من انفاق المال في الاسواق الاجنبية . هذا الاسلوب ينطبق ايضا على الخدمات الاخرى الموجودة في السوق مثل صيانة السيارات والخدمات الطبية والقانونية … والخ . ففي كل مرة نريد ان ننفق مالا على خدمة او سلعة في السوق علينا ان نسأل انفسنا هذا السؤوا المبدئي ” اليس من الافضل انفاق هذا المال على بضاعة في السوق الاشوري من ان ننفقها في المحلات الخارجية ؟” فبالرغم من بساطة هذا المبدأ الا ان فوائده عظيمة جدا . فعلى سبيل المثال نجد في شيكاغو وتورونتو اللتين تقطنهما مجموعة كبرى من الاشوريين ، نجد فيهما المئات من الخدمات والاسواق التي يديرها الاشوريون كالعيادات الطبية والاسواق التجارية وخدمات الصيانة ومحلات التجميل ومكاتب العقارات .. والخ ، فبوجود هذه الكثافة السكانية التي تقابل هذا السوق الاشوري نستطيع بناء اقتصاد فعال يساعدنا على سد حاجاتنا وتمويل مشاريع اخرى خاصة بالجالية في هذه البلدان والوطن ايضا كالمشاريع التربوية (التعليم) او المشاريع الخيرية .

اذن فبناء اقتصاد اشوري غير مستحيل اذا تكاتفت الايدي وتعاونت بعضها مع البعض وبالتالي سيستفيد الكل من هذا التعاون وهذه التجربة وسنتمكن ايضا من مساعدة الاشوريين في الوطن ايضا بتمويلهم بالمال اللازم لانجاز المشاريع العمرانية والخيرية في المستقبل.

يبقى امامنا ان نتذكر بان من الافضل لنا تقوية وتفعيل السوق الاشوري بشراء السلع والخدمات منه بدلا من الاسواق الاخرى وهذا لا يعني ابدا مقاطعة السلع والخدمات الاجنبية ولكنه يعني فقط اعطاء الاولوية للسوق الاشوري .

Share

Leave a Reply